الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، أما بعد، تكلمنا يا اخوتي، في الحلقة الماضية والتي قبلها عن المدين المد المتصل والمنفصل، وذكرنا تعريفهما، وراجعنا تعريف المد المنفصل وكم حركة يمد.
 عندما يقرأ القارئ القرآن العظيم يمر معه مد منفصل ثم يمر مد متصل أو العكس، نحن قلنا أن المد المنفصل من طريق الشاطبية يمد أربع أو خمس حركات والمتصل كذلك أربع أو خمس حركات، هنا أربع أو خمس حركات وهنا أربع أو خمس حركات، هل لي إذا قرأت أن أمد المنفصل أربعة ثم أمد المتصل خمسة أو أربعة؟ هنا نبين الأوجه الجائزة نرجو الانتباه الموضوع اليوم هو موضوع رقمي، فأرجو الانتباه، وسامحوني لأننا نخاطب شرائح متعددة، نخاطب القارئ العادي في بيته ونخاطب بعض الأخوة المتخصصين تخصصاً وسطاً ونخاطب أخوة لنا متخصصين تخصصاً عالياً، فأرجو المعذرة إذا وجدتموني انتقل من معلومة إلى معلومة ومن مستوى إلى مستوى.
إذا قرأت يا أخي، القرآن الكريم ومر معك مد منفصل فمددته أربع حركات يعني بمقدار ألفين، لأن كل ألف كما نعلم بمقدار حركتين، فجاءك بعد قليل مد متصل فمده مثله كما مددت المنفصل أربعاً مد المتصل أربعةً مثله، وإذا كنت تقرأ ومر معك مد منفصل فمددته خمس حركات يعني ألفين ونصف، ثم جاء معك مد متصل مده كالمنفصل ألفين ونصف، يعني خمس حركات، بعبارة مختصرة إذا قرأنا المنفصل أربعاً يكون المتصل أربعاً وذا قرأنا المنفصل خمساً يكون المتصل خمساً، هذا برواية حفص عن عاصم التي نقلت لنا عبر الإمام الشاطبي رحمه الله في منظومته الشاطبية.
 نلاحظ بعد قليل على الشاشة، الكلام الذي لخصته لكم الآن المدين من طريق الشاطبية، نلاحظ تركيب المدين، المنفصل والمتصل وذلك برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، إذا كان المنفصل أربع حركات فالمتصل يكون أربع، ولا يصح أن يكون خمس حركات، وأيضاً إذا كان المنفصل خمس حركات فلا بد أن يكون المتصل خمس حركات، ولا يصح أن يكون أربعة، إذاً الأربعة مع الأربعة والخمسة مع الخمسة متساويين، المنفصل أربعاً والمتصل أربعةً أو المنفصل خمسةً والمتصل خمسةً، هذا من جهة رواية حفص عن عاصم التي نقلت إلينا من طريق الشاطبية، أما من طريق طيبة النشر وهي المنظومة التي نظمها ابن الحزري وفيها عن حفص اثنتين وخمسين سلسلة، يعني الشاطبية فيها سلسلة واحدة من الأمام الشاطبي إلى حفص بينما طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري، فيها اثنتين وخمسين سلسلة بين الجزري والإمام حفص عن عاصم، لذلك طرقها أكثر وأوجهها أكثر لذلك قلنا يا اخوتي، المتصل يمد من طريق طيبة النشر أربع حركات أو خمس حركات أوست حركات، أعيد، المتصل من طريق طيبة النشر أربع حركات أو خمس حركات أوست حركات.
 المنفصل من طريق طيبة النشر يمد حركتين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة، هنا أربعة أوجه في المنفصل، حركتين ثلاثة أربعة وخمسة، وفي المتصل ثلاثة أوجه أربع حركات خمس حركات وست حركات، حاصل تركيبهما مع بعض بالضرب الحسابي اثنا عشر وجها، هل كل هذه الأوجه كلها صحيحة مقروء بها؟ لا، المقروء به من هذه الأوجه الحسابية التي نتجت من الضرب الحسابي سبعة أوجه فقط.
 سوف ترونها بعد قليل على الشاشة، لكن الآن ابقوا معي، إذا قرأ القارئ ومد المنفصل حركتين يمد المتصل أربعا أو ستا، ولا يمده خمساً، إذا قرأ القارئ ومد المنفصل ثلاث حركات يمد المتصل ستاً فقط ولا يمده أربعاً و خمساً، إذا قرأ القارئ ومد المنفصل أربع حركات، وأتاه متصل يمده أربعاً أو ستاً ولا يمده خمساً، إذا قرأ القارئ ومد المنفصل خمس حركات فيمد المتصل خمساً أو ستاً ولا يمده أربعاً.
قلت لكم إن هذا البحث متخصص بالنسبة لشرح طيبة النشر، لكن أيضاً نحن نخاطب بعض الشرائح المتخصصة، أما القارئ العادي فيكفيه أن يمد المتصل أربعاً والمنفصل أربعاً، وانتهى الموضوع، يعني لا تتشوشوا من الموضوع يا أخوتي.
بالنسبة للقراء العاديين في بيوتهم مُدُّوا المنفصل لو سمحتم أربع حركات والمتصل أربع حركات وانتهى الموضوع، لكن هل يوجد غير ذلك؟ نعم يوجد غير ذلك وبيانه لمزيد من العلم وللمتخصصين الذين تفرغوا لنقل القرآن الكريم، الكلام الذي قلته عن حفص من طريق طيبة النشر، وتركيب المدين.
 نستطيع أن نلحظه على الشاشة من خلال الأوجه المذكورة أمامنا، إذا قرأ القارئ برواية حفص عن عاصم وأتى معه متصل أو منفصل فإن تركيبهما، إذا مد المنفصل حركتين فيمد المتصل أربعاً أو ستاً، إذا مد المنفصل ثلاث حركات يمد المتصل ستاً حركات فقط، إذا مد المنفصل أربع حركات فيصح أن يمد المتصل أربع حركات أو ست حركات، وإذا مد المنفصل خمس حركات فيصح أن يمد المتصل خمس حركات أو ست حركات، مجموع الأوجه الجائزة يا أخوة، سبعة أوجه من طريق طيبة النشر وهذا للمتخصصين.
 بعض الأخوة، وخاصة في صلاة التراويح من باب السهولة يحبون أن لا يمدون المد المنفصل من باب الاختصار، فيمدونه بمقدار حركتين هل من مانع؟ ما في مانع نحن رأينا على الشاشة أنه يمد المنفصل حركتين ولكن يمد المتصل أربعاً أو ستاً، ففي صلاة التراويح بعض الأئمة، يحبون أن يقرءوا المنفصل حركتين فماذا يفعلون بالمتصل؟ يقرءونه أربعاً يقرءونه أربعاً أو ستاً، وغالباً أنهم يقرءونه أربعاً.
لكن القارئ العادي كما نفعل نحن في درسنا وتلاوتنا المنهجية، نقرأ المنفصل أربع حركات أي بمقدار ألفين، والمتصل كذلك، أريد أن أذكر لكم قاعدة لعل بعضكم لا حظنا من خلال الأرقام التي ذكرت أمامنا.
 لا حظنا يا أخوتي من خلال الأرقام التي ذكرت، أن المد المتصل دائماً أكبر أو يساوي المنفصل، وهذه قاعدة في علم التجويد، المد المتصل دائماً أكبر أو يساوي المد المنفصل، هذه قاعدة لكل القراء وليس لحفص فقط، تستطيعون أن تستفيدوا من هذه القاعدة للقراء العشرة، يستحيل أن يكون المد المنفصل أطول من المد المتصل، أبداً غاية المنفصل وأقصاه أن يصير مساوياً للمتصل، أما أن يزيد عليه فلا، فالمد المتصل دائماً أكبر أو يساوي المنفصل.
 هذا ملخص درسنا اليوم وأسأل الله عز وجل أن يكون مفهوماً لديكن، بقي علينا إنشاء الله أربعة من المدود، نتكلم عليها بإذنه تعالى مداً مداً، في الحلقات القادمة، لذلك نكون قد انتهينا من بحث المدود الذي يعتبر بحثاً رئيساً في التجويد، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.